امبارح وانا بتصفح فى جريدة لقيت مقالة حلوة قوى كاتبها نبيل فاروق اللى بيكتب الرويات المخيفة دى بس الموضوع حيوى للغاية وحبيت نتناقش فيه بموضوعية وبعيدا عن تحكم الرأى للرجل الشرقى وكذلك تمسك المرأة برأيها بعناد والموضوع كما هو آت
=====
أعترف هنا وربما لأول مرة أننى كنت فى بداياتى واحداً من هذا الفريق الرافض، وكنت أرهق زوجتى المسكينة وهى طبيبة بشرية بضيقى من عملها وإضاعتها وقتها فيه وككل رجل كنت أربط هذا الواجب والتقاليد والدين وخلافه وكانت تحاول إقناعى تارة وتثور على تارة أخرى، ولكنها لم تتوقف عن العمل وحسناً فعلت،
فبعد إصرارى على عدم عمل المرأة، واجهت موقفين، جعلا كيانى وأفكارى كلها تهتز...أولهما مع قريبة للأسرة من بعيد...مات زوجها الشاب فجأة ولم تكن تملك مورد رزق أو تعمل فى أى مجال، مما أدخلها فى مشكلات لا حصر لها ...إضطرتها بعد أقل من عام إلى الزواج من شخص لا تميل حتى إليه، لمجرد أنه ينفق عليها ويرعاها ويرعى ابنتها الصغيرة من زوجها الذى كانت تحبه من كل قلبها
والموقف الثانى أصابنى شخصياً، مع مرورى بأزمة فشل كلوى جعلتنى أعيد ترتيب أفكارى لأكتشف أن أكثر ما كان يشد فى أزرى هو ثقتى بأن زوجتى تعمل وان مورد الرزق لن ينقطع حتى لو واجهت العجز أو الموت
عندئذ كان لابد من أن أنظر إلى الأمور من زاوية أخرى..نظرت إلى النساء فى هذا الزمن... إلى الفتيات والصغيرات والمراهقات وتبين لى أن الصورة قد اختلفت تمام عما كان ف زمن شبابى وأن أنثى اليو لم تعد تشبه حتى أنثى أمس....فكل البنات فوق العشرين يسعين إلى العمل والنجاح والتفوق ويقتحمن مجالات جديدة وأعمالاً كان يعجز عنها الرجال فى الماضى وأصبحن أكثر تحرراً بكثير مما كانت عليه أمهاتهن وأكثر إقداماً وشجاعة وحفاظاً على أنفسهن من ذئاب البشر
ولكن الفريق إياه لم يستطع إستيعاب هذا أو هضمه وما زال مصراً على ان ما يحدث هو فساد إستشرى فى المجتمع وانحلال أخلاقى يهدد الحياة الأسرية ومصيبة دينية ....سينهار معها الدين..ويضيع الإيمان والأطرف أنهم اعتبروا حرية المرأة نوعاً من الغزو الفكرى الغربى ومحاولة للأمركة وحاجات كتير أقلها يودى السجن
والطريف أنهم عندما حاولت مناقشة أمر الرافضين وسألته إذا ما كان يفضل عمل المرأة فى أى مجال أم إنحلالها وسقوطها لانعدام فرص العمل ....أجابنى بكل صراحة أنها لا ينبغى أن تعمل مهما كانت الأسباب ....وعندما سألته وماذا عن إحتمالات سقوطها لو لم يكن ليها مورد رزق....فهتف بكل غضبه وإنفعاله.....فلتسقط الستات